fbpx
تخطى إلى المحتوى

كيف تحافظ على هدوئك مع تقلبات السوق؟

تسبب ظروف الأسواق المتقلبة حالة شديدة من القلق لدى المستثمر، فانخفاض أسعار السوق قد يؤدي إلى خسائر عظيمة على الورق، مما يدفع المستثمر لبيع استثماراته دون تفكير، ومن الممكن أن يؤثر هذا سلباً على استثماراته والمكاسب التي قد يحصل عليها على المدى الطويل.

يمكن التخفيف من تأثير هذه التقلبات عن طريق تبني المستثمر لخطة مالية مناسبة وطويلة الأمد. لأنه في حقيقة الأمر، عندما يترك المستثمر زمام الأمور لمشاعره، سيجد انخفاضاً عاماً في العائدات طوال حياته، فيما يلي كل ما تحتاج أن تعرفه عن الدورة العاطفية التي تحرك السوق، ولماذا من الضروري أن تبقى هادئاً خلال تقلب السوق.

دورة المستثمر العاطفية

غالباً ما يسهل التنبؤ بدورة مشاعر المستثمر وفق تقلبات السوق، وفي كل مرحلة من هذه الدورة قد يتغير شعور المستثمر، بل وتصرفاته كذلك استناداً إلى الظروف الراهنة، وترد فيما يلي مراحل هذه الدورة العاطفية التي يمر فيها المستثمر:

المرحلة الأولى:

التردد، فيكون المستثمر في هذه المرحلة قلقاً ومتردداً في المغامرة، ولكن مع استمرار السوق في تقديم عائدات مادية جيدة، يبدأ الخوف بالتسلل إلى قلوب المستثمرين رغبة منهم ألا تفوتهم الفائدة، وبذلك يتغلبون على الشعور بالتردد.

المرحلة الثانية:

التفاؤل هو بداية هذه المرحلة، ويأتي مع انتعاش السوق الذي يشجع المستثمرين على الشراء وإن كانت الأسعار مرتفعة بشكل غير مسبوق، وهذا التفاؤل يفسح المجال للحماس، الذي قد يؤدي إلى الاندفاع غير العقلاني، فيقدم المستثمرون على مغامرات أخطر إيماناً منهم باستمرارية وضع السوق الممتاز. 

المرحلة الثالثة:

تبدأ هذه المرحلة عندما يزداد تقلب السوق، ويشعر فيها المستثمر الذي كان متفائلاً في المرحلة الثانية بعدم الاستقرار، وغالباً ما يتلقى الخبر بالنكران، ثم يبدأ باستيعاب وتقبل الوضع الجديد للسوق، وهذا لا يعني أنه لن يشعر بالهلع، وحين يطغى عليه هذا الشعور فسيتصرف على أساسه ثم سيبيع أسهمه تفادياً لأي خسائر أخرى، وهذا ما يسبب الهبوط الحاد في الأسعار.

المرحلة الرابعة:

بعد تكبد الخسائر الطائلة بعد البيع بهلع، يدخل المستثمر في حالة سلبية من الفتور التي قد تبعده عن السوق لفترة طويلة، وهو ما سيعيده إلى المرحلة الأولى وهي التردد، لتعود الدورة العاطفية من جديد. 

من الواضح أن هذه الدورة تجعل المستثمر يقوم بتوقيت السوق، أي أنه يشتري الأسهم عند انخفاض أسعارها وبيعها قبيل أن تنخفض مرة أخرى فيدخل في دوامة لا تنتهي، وإن كان الربح المجني في المرحلة الثانية وفيراً، سيكون التأثير سلبياً على المرحلة الثالثة، فالبيع في المرحلة الثالثة يقلل الخسارة وينتقل بذلك المستثمر إلى المرحلة الرابعة، ومن ثم الدخول في دورة عاطفية جديدة.

كيف أتجنب اتخاذ قرار استثماري عاطفي؟

لحسن الحظ، يمكن تجنب الدورة العاطفية بأكملها، وذلك بتبني خطة استثمارية سالبة طويلة المدى والتمسك بها، ولتحقيق أفضل النتائج لهذا النوع من الخطط يجب الاستثمار في صناديق المؤشرات، فالإيرادات من هذا النوع تخصص الحصص وفقاً لمعادلة موزونة لمؤشر الأسهم، ونتيجة لذلك، تكون القرارات المتخذة أكثر فاعلية، وتضيق المجال على أي قرار مبني على العاطفة.

يمكن أيضاً استخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار لإبقاء المشاعر بعيداً عن قراراتك الاستثمارية. هذه الإستراتيجية تتضمن الشراء بمبلغ معين في نفس الأصول ولفترات محددة ومتواترة، بغض النظر عن أسعار السوق أو تقلباته. ومع مرور الوقت، ستساعد هذه الاستراتيجية في زيادة الحصص بمتوسط التكلفة، كما يمكن لهذه الإستراتيجية أن تجنبك المصائد المتوقعة إذا حاولت توقيت حركة السوق، بالإضافة إلى أنها خطة ناجحة لمحاربة تقلبات السوق لأن دفع مبلغ إجمالي مقطوع يعتمد اعتماداً كبيراً على توقيت السوق، وقد ينتهي بك الأمر بأن يتم الاستثمار بسعر مرتفع جداً نتيجة تقلبات السوق الكبيرة.

من الضروري أيضاً زيادة تنويع استثماراتك لتقليل المخاطر، كأن تحتوي الخطة الاستثمارية – مثلاً- على أسهم في صناعات مختلفة، مما سيساعد في تجنب المخاطر التي تؤثر بشكل غير متناسب على صناعة معينة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لملكية أصول عالمية أن تمنع الدولة من التحكم بأداء الاستثمار. ومن أفضل الطرق لتفادي الدورة العاطفية هي توزيع الاستثمارات على عدد من الشركات، وفئات الأصول، والمناطق الجغرافية، لتفادى الاعتماد على أحدها فقط، جميع ما سبق سيقي من أن تُكشف بالكامل للسوق أو لفئات الأصول والتي قد يختلف أداؤهما عند تقلب السوق.

في النهاية، يمكنك فصل العواطف عن قرارات الاستثمار بتجاهل أخبار السوق اليومية، حتى وإن كانت هذه الأخبار تحمل لك جديد التحولات الاقتصادية الكبرى التي قد تدفعك إلى تحديث خطة الاستثمار طويلة المدى، لا تجعل العناوين الرئيسية في الأخبار تؤثر على قراراتك في البيع والشراء. تجاهلها لتتفادى هذه القرارات الاندفاعية التي قد تؤدي إلى خسائر لاحقاً.

فوائد تجنب العواطف في الاستثمار

مع مرور الوقت، سيحقق عزل المشاعر عن الاستثمار نتائج مجزية، فبدلاً من دائرة الازدهار والكساد غير المتناهية، يحصل المستثمر الذي يستفيد من استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار ويستمر بتنوع الحافظة المالية على مكاسب وخسائر متوسطة بمرور الوقت. على سبيل المثال، عاد مؤشر ستاندارد آند بورز ٥٠٠ بمتوسط ١٠.٥٪ على الرغم من فترات الركود وصدمات السوق التي حدثت في السنوات الخمس والستون الماضية (انفيستوبيديا، ٢٠٢٢).

تاريخيًا، تميل الأسواق أيضًا إلى التعافي بعد تعرضها لخسائر كبيرة، فالمستثمرون الذين يبيعون خلال فترات التقلب يتكبدون خسائر جمة، في حين أن أولئك الذين يتنظرون غالبًا ما يكونون قادرين على رؤية عوائد أكبر أثناء الانتعاش، أدى انهيار السوق في عام 1929 المعروف بفقاعة الإنترنت، والاثنين الأسود، وأزمة عام 2008 المالية، وبداية جائحة كورونا، إلى هبوط أسعار الأصول، وقد عانى المستثمرون الذين أصيبوا بالذعر وقاموا ببيع أسهمهم في كل من هذه الأزمات من خسائر فادحة، ومع هذا، تعافت الأسواق العالمية في نهاية المطاف، وكسب أولئك الذين فصلوا مشاعرهم عن قراراتهم الاستثمارية.

كيف تتحكم بالتقلبات؟

وكما ترى فإن امتلاكك لخطة استثمارية قوية والتمسك بها هو الطريقة الأبسط والأكثر فاعلية لبناء ثروة على المدى الطويل دون التأثر بتقلبات السوق. فإذا كنت متهماً ببدء رحلتك الاستثمارية بثبات واستمرارية، يقدم لك سمارت ويلث من شركة الوطني للاستثمار المساعدة في إعداد خطة استثمارية بسيطة ومتنوعة مصممة خصيصاً لتتناسب مع أهدافك واحتياجاتك.

Ready to invest for your future?