النجاح المالي على المدى الطويل لا يتحقق في يوم٬ بل يأتي من خلال عادات منتظمة تؤدي إلى تغيير ملحوظ مع مرور الوقت. من الطرق الناجحة لتنظيم هذه العادات هي تحديد أهداف مالية صغيرة وقابلة للتحقيق كل ثلاثة أشهر، وذلك باستخدام استراتيجية “المجموعات” كإطار لتنظيم أهدافك المالية.
إليك كيف يمكن أن تساعدك الأهداف المالية الدورية واستراتيجية المجموعات في بناء خطة استثمارية متوازنة وقابلة للتنفيذ.
التعريف باستراتيجية المجموعات
تُعدّ استراتيجية المجموعات طريقة لتقسيم استثماراتك وفقاً لفترات زمنية مختلفة، حيث تخدم كل مجموعة هدفاً فريداً. تساعدك هذا النهج على تنسيق أهدافك المالية مع استراتيجيتك الاستثمارية بطريقة متوازنة.
1. مجموعة قصيرة الأجل (0-3 سنوات)
– التركيز: السيولة والاستقرار. تحتوي هذه المجموعة على احتياطيات نقدية وأصول منخفضة المخاطر التي قد تحتاج للوصول إليها في السنوات القليلة القادمة.
– أمثلة استثمارية: صناديق أسواق النقد أو سندات قصيرة الأجل.
2. مجموعة متوسطة الأجل (3-10 سنوات)
– التركيز: نمو متوازن. تشمل هذه المجموعة استثمارات ذات مخاطر معتدلة مخصصة لأهداف تمتد لعدة سنوات قادمة، مثل شراء منزل أو تمويل عملية شراء كبيرة.
– أمثلة استثمارية: صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) أو صناديق السندات.
3. مجموعة طويلة الأجل (10 سنوات أو أكثر)
– التركيز: النمو والتراكم. تخصص هذه المجموعة للاستثمارات ذات المخاطر العالية وقادرة على تحقيق عوائد عالية، التي تستفيد من الاستثمار على المدى الطويل، مثل الأسهم أو صناديق النمو.
– أمثلة استثمارية: الأسهم، وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) ذات التوجه نحو النمو، أو صناديق مخصصة لقطاعات معينة.
كيفية إعداد أهداف دورية باستخدام استراتيجية المجموعات
لتطبيق هذه الاستراتيجية، قم بتدوير الأهداف بين المجموعات الثلاثة، أو ركّز على مجموعة معينة عدة مرات حسب الحاجة. إليك مثالاً لكيفية تنظيم العام:
– هدف الربع الأول (مجموعة قصيرة الأجل): قم بزيادة السيولة من خلال تخصيص نسبة صغيرة من دخلك لاستثمارات منخفضة المخاطر مثل صناديق السوق النقدي
– هدف الربع الثاني (مجموعة متوسطة الأجل): قم بالبحث عن استثمار جديد يتناسب مع أهدافك المتوسطة الأجل، مثل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المتنوعة، وإضافة جزء صغير منه إلى خطتك.
– هدف الربع الثالث (مجموعة طويلة الأجل): قم بإعداد تحويل تلقائي للاستثمارات ذات النمو، مما يعزز التزامك طويل الأجل ببناء الثروة.
– هدف الربع الرابع (مراجعة وتوازن): مراجعة المجموعات الثلاثة جميعها وتقييم إذا كانت هناك حاجة لإجراء تعديلات للعام المقبل.
لماذا نجمع بين الأهداف الدورية واستراتيجية المجموعات؟
تقدم استراتيجية المجموعات أساساً منظماً، بينما تساعدك الأهداف الدورية على المشاركة والمرونة تضمن هذا النهج. ايضاً، تساعدك على اتخاذ خطوات تدريجية ومركّزة تتماشى مع أهداف كل مجموعة، مما يخلق خطة مالية سهلة الإدارة وتتطور مع احتياجاتك المتغيرة. وبعض الفوائد هي:
– تعزيز التوازن المالي: توفر كل مجموعة سيولة للاستثمارات، واستقراراً على المدى المتوسط، ونمواً على المدى الطويل.
– تخفيف الضغط: الأهداف الدورية الواضحة تحافظ على قابلية التعديلات للإدارة، وتجنب التوتر الناتج عن التغييرات الكبيرة.
– توفير فرص لإعادة التقييم: تساعدك المراجعات الدورية على أن تكون استثماراتك متوافقة مع أهدافك التي قد تتغير.
كيف تبدأ بهذا النهج
ابدأ اليوم بتحديد تحدٍ دوري يناسب أحد المجموعات. يساهم كل تحدٍ في تعزيز جانب معين من خطتك المالية، مما يقربك خطوة نحو النجاح على المدى الطويل. ما هو أول تحدٍ ستختاره؟